الدرس الأول
أهمية علم النحو: النحو فرعٌ من فروع اللغة العربية، وهو فرعٌ له أهميته لما يترتب عليه من استقامة الألسنة، واستقامة حديث المُتحدث واستقامة اللسانين.
العلماء يجعلون القلم أحد اللسانين، واللسان الآخر هو اللسان المعروف المُتحدَّث به، فاستقامة اللسانين تستلزم منا أن نعرف أصول هذا العلم، ونعرف تركيب الكلام بعضه إلى بعض، ونعرف ما يتعلق به.
أول من أنشأ هذا العلم: اختلف في من كان له قصب السبق في أول من وضع قواعد هذا العلم، وأكثر الأقوال وأقواها تقول إنه أبو الأسود الدؤلي بناءً على أمرٍ من الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وسبب تأليف هذا العلم إنما هو توسع الفتوحات الإسلامية ودخول العجم بين العرب واختلاطهم بهم وفساد الألسنة بناءً على هذا الاختلاط.
ويُقال إن أبا الأسود الدؤلي قدّم ورقة مكتوبة إلى علي بن أبي طالب كتب فيها تقسيم الكلام إلى اسمٍ وفعلٍِ وحرف، ثم قال "الاسم ما دلّ على المُسمَّى، والفعل كذا، والحرف كذا"، فأُعجب علي بن أبي طالب بهذا وقال: "ما أحسن هذا النحو الذي نحوْتَ"، لذلك يقول بعضهم: إن السبب في تسمية هذا العلم بعلم النحو كلمة علي بن أبي طالب رضي الله عنه حينما قال "ما أحسن هذا النحو الذي نحوت".
حكم تعلمها: تعلمها من فروض الكفاية، إذا لم يقم به من يكفي فإنه سيأثم الجميع.
علم النحو: يُعنى بضبط أواخر الكلمات العربية داخل التركيب أو السياق ولم تكن مفردة.
ومثال ذلك: ذَهَبَ، يذهَبُ، ذهاباً، ذاهب، اذهب...
هذه كلها مشتقات من أصل واحد وهو ( الذهاب )، والمعنى بهذه المشتقات هو علم الصرف، أما النحو فلا يعنى بالكلمات إلا إذا كانت أجزاء في تراكيب وأساليب.
تعريف الكلام: هو اللفظ المركب المفيد بالوضع.
الكلام: النحو علاقته بالكلام وليس بالكلمة الواحدة.
تحليل التعريف:
اللفظ: هو صوتٌ يشتملُ على حروف، وهذا يعني أن الكلام لابد وأن يكون مسموعاً، وبهذا لا تُسمى الإشارة ولا الكتابة كلاماً، واللفظ يشتمل على حروف مثل (اذهب) فهو صوتٌ مشتمل على حروف.
المركب: أي النحو لا يعني بالكلمة وحدها، فلابد أن يتركب من كلمتين فأكثر. ويضيفُ النحويون على المركب ( تحقيقاً وتقديراً ).
المفيد: فلو أن إنساناً أتى بكلام لكنه غير مفهوم أي يركب كلمات ليس لها معنى فهذا لا يُسمى كلاماً، أو أن يأتي بكلامٍ صحيح لكنه لم يكتملْ مثل ( إن جاء الرجل ) ويسكتُ فهذا أيضاً لا يُعد كلاماً، ومعنى مفيد أي يحسن السكوت عليه - أي لا يتطلع السامع إلى مزيد -.
بالوضع: أي ما وضعه العرب في كلامهم، فلو أن إنساناً تكلم بكلامٍ مركب ومفيد لكنه ليس عربياً فهذا لا يسمى كلاماً في اصطلاح النحويين.
الفرق بين ( الكلمة - الكلم - الكلام )
الكلمة: المفردة الواحدة، وهى لا علاقة لها بالنحو.
الكلم: مجموعة من الكلمات قلت أو كثرت سواء كانت هذه الكلمات بمجموعها مفيداً أم لا.
الكلام: شرطه أن يكون مفيداً كما في التعريف.
فليس كل كلم كلاماً، ومثال ذلك:
عندما نقول: (رجل) فهذه كلمة، وعندما نقول: (إذا جاء الرجل) هذا كلم لأنه لم يحسن السكوت عليه، وإذا قلناجاء الرجل) فهذا - كلم وكلام - كلم لكونه مركب من أكثر من كلمة، وكلام لكونه مفيد.
انتهى الدرس.
وصلى الله على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.