فى ذات يوم مظلم
فظلامه غطى على الاركان
فرايت نفسى مفردا فى ظلمته
فجلست اشكوا وحدتى
وتحدثت انات قلبى حينها
فتحدثت ببيان
فسمعتها تشكوا الى بحالها
والنار فى قلبى تحرك دمعها
واللفظ منى قد انقطع لبكائها
فجلست صامتا متألما
فكأنما قد زال عنى اللفظ حقا حينها
او اننى قد ذهب عنى لسانى
او ان الفاظى تلاشت….بعثرت
وتطايرت عنى احرفى لحرارة الوجدان
وكانها ابخرة هى اذهانى
فتحدثت انات قلبى حينها
وتحدثت ….وتحدثت
فرغت قلبى حينها
وجلست اسمع قولها
وتدر عينى دمعها
فلقد ايقظت احزانى
فسمعتها تبدأ حديثا مؤلما
فتحدثت عن اخواننا فى غزة
وتحدثت عن امة الاسلام
ورايت دمعتها على خدى تدر وتنهمر
ولها ازيز كأزيز مرجل قد علت نيران
فرايت لبى تاه منى اخرة
وتجسدت له صور
فكانما انظر اليها عيان
صور لاخوان لنا فى غزة
فى البوسنة
وفى الشيشان
فى كل ارض قد علا فيها اذان ربنا الرحمن
وافقت من رحتلى هذى على صوت اهاتى واناتى
وكانها جالت معى جولاتى
جولات لم يصدق التعبير عنها الا بجولات من الاشجان
والى فؤادى توجهت بسهامها
عذرا قصدت سؤالها
لكنه كالسهم قد اخترق جنانى
اتراك قد هيجتك مشاهد شاهدتها ؟!!!!!!!
قلى بربك ما فعلت لهم ؟!!!
طأطأت راسى فى خجل
ورفعتها اخرى فى عجل
حين سمعت نبرة صوتها تعلو
ثم تعلو
ثم تعلو حتى تملأ الاركان
ووجدت نفسى اردد قولها بلسانى
لست وحدك هكذا
بل هذا حال كل امة الاسلام
خففت عنها حزنها
كفكفت عنها دمعها
امنتها ……واسيتها
ونزعت قلبى هدية قدمتها
وسألتها
اجهادنا هو السبيل لنصرنا؟؟
ام اننا امة كتبت عليها ذلة؟؟
وتخلى عنا ربنا ؟؟
اخبرتها عن حالنا
عن كربنا
عن امرنا
اعلمتها
فالكل منا قد تشتت وافترق
لكن نفسى للشهادة صدقينى قد تتوق
فبكت بعين محزنة
والدمع يجرى وينزلق
ورايت قلبى يحترق
لبكائها
واسترسلت فى كلامها
ويداى شلت حينها
ولسانى الطلق المفخخ بالحروف وبالكلام
توقف عن حديثى
عن كلامى
عن عباراتى والفاظى
توقف ما انطلق
قدماى عجزت حينها عن حمل جسد قد نحل
وكأن انفاسى تفارق الجسد النحيل على عجل
ورأيت جلدى حينها يقشعر من الخجل
حينما أبدت الى بهمسة مضمونها
ان كنت تقوى يا حبيبى على حمل السلاح فقل
وهذى ذنوبك فوق رأسك كالجبل
هدأت روعى بعدها
كفكفت دمعى السائل
وسألتها ….ناشدتها
كيف السبيل وما العمل ؟؟؟
ردت على بصوت مسموع تأجج بالامل
ابدأ بنفسك يافتى ذاك الاساس
وارفع برأسك عليا عانق نجوم
هذى الثريا قد بدت
فاجعل برأسك مثلها تبدو كما تبدو الشموس
ولا تدفن برأسك فى الوحل
اجعل نبيك أسوتك
وصحابته هم قدوتك
وكتاب ربى منه دوما منطلق
هذا اساسك واعمدتك التى تبنى عليها ماتشاء من العمل
فالبيت ان يبنى على اوتاد صعب ان يقتلع
لكن اوتادك حبيبى هشة
لا تقوى على حمل القلاع
فلا تبدى العجل
فاذا تكامل ذلك البيت المتين
وشهادة التوحيد قاعدة له
اركان هذا الدين هى اركانه
شعب من الايمان هى لبناته
فسقف هذا البيت جهادنا
وحينها سترى حبيبى عزة قد عادت لنا
ونسود تلكم الارض الكئيبة
فيعود يملأها التفاؤل والامل
لكن تذكر ياحبيبى شريطة الامر
ان يبنى البناء فيكتمل
مع خالص تحياتى
m-d2007